img
ZATAPP

جودة الحياة

الحياة لها غايات، منها ما هو أساسي ومنها ما هو فرعي، قد يختلف الناس في تحديد وتعريف تلك الغايات، ولكن ما هو متفق عليه هو أن تلك الغايات لا يمكن الوصول لها إلا بشكل من أشكال التعاون الإنساني، وأن هذا التعاون الإنساني في هذه الحياة يجب أن ينتج عنه سعادة، فالسعادة هي هدف يصبوا له المتعاونين في هذه الحياة، وبنفس الوقت تعين المتعاونين للوصول إلى غايتهم بيسر وسهولة، بمعنى آخر أن السعادة هي غاية إنسانية يحيا من أجلها الإنسان، ومتطلب أساسي للوصول إلى غاياته المتنوعة.

العائلة هي أول وأهم شكل من أشكال التعاون الإنساني، وتشكل اللبنة الأساسية المكونة للمجتمعات، ولهذا لا يمكن للمجتمعات أن تصل إلى غاياتها بفاعلية وكفاءة إلا من خلال عوائل سعيدة، وقد أثبتت الدراسات الميدانية أن السعادة والصحة لا تأتي إلا من خلال علاقات جيدة، فعلى سبيل المثال بينت أطول دراسة ميدانية لجامعة هارفرد الأمريكية – والتي استمرت لأكثر من 70 عام وقامت بدراسة تفصيلية لحياة أكثر من 700 شخص – بأن الأشخاص الأكثر ارتباطًا اجتماعيًا بالعائلة والأصدقاء والمجتمع يكونون أكثر سعادة، وبصحة أفضل، ويعيشون لفترة أطول من الأشخاص الأقل ارتباطًا، وأن السعادة والصحة والعمر الطويل مرتبطين بجودة العلاقات أكثر من عددها. ونتائج هذه الدراسة هي مصداق لقول رسول الهدى محمد عليه أفضل الصلاة والسلام: "من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه"، بتعبير آخر، المحافظة على علاقات اجتماعية جيدة وخصوصًا مع الأقارب حيث يمكننا أن نحقق جودة العلاقات، فإن هذا سينعكس بشكل إيجابي على الصحة وطول العمر، والصحة النفسية والجسدية تساعد على تحقيق غايات الحياة ومنها عمارة الأرض والرزق.

ولكن الوصول إلى العائلة السعيدة ليس بالأمر السهل، لأن الوصول إلى جودة العلاقات العائلية أمر يحتاج إلى عمل جاد ومستمر، ومن هنا انبثق نموذج تطبيق زات في مساعدة العوائل للوصول إلى جودة العلاقات العائلية من خلال تحسين وتوفير اللمسات الإنسانية الراقية على عمليات تواصلهم ومناسباتهم وفعالياتهم الاجتماعية.

جودة الحياة هي توفير البنية التحتية القوية التي يبنى عليها خيارات لأنماط متعددة من الحياة الإنسانية، بحيث ينتج عن التعاون الإنساني في هذه الحياة – باستخدام تلك الأنماط – سعادة متجددة، وأهمية توفر أنماط متعدد وخيارات ضمن تلك الأنماط تكمن في أن الإنسان وكياناته المتشكلة هي متنوعة في الغايات والسلوكيات، مما يستعدي توفر مجموعة من الخيارات بحيث تتاح له حرية التقييم والاختيار فيما بينها.

ولذلك جودة الحياة – والتي هي توفير مسببات السعادة الإنسانية – هي هدف جوهري تسعى له كثير من المجتمعات، وهي أحد المؤشرات الرئيسة لقياس مستوى ازدهارها، وهذا ما تركز علية رؤية المملكة العربية السعودية 2030 في تعزيزها لجودة حياة مواطنيها والمقيمين على أراضيها من خلال تحسين البنى التحتية والخدمات الأساسية وتوفير مجموعة من خيارات وأساليب الاستمتاع بالحياة.

ولجودة الحياة عدة مقاييس من أهمها مستوى السعادة بين أفرادها، وقد أثبتت الدراسات العلمية أن العلاقات الجيدة وخصوصًا العائلية هي ما تصنع السعادة الحقيقية، وهذا بالفعل ما يحث عليه ديننا الحنيف دومًا بصلة الأرحام، وهذا النمط العائلي – والذي هو ضمن أنماط متعددة في الحياة – هو بالفعل ما يركز عليه تطبيق زات ويوفر له مجموعة من الخيارات سواء في البيت أو العمل أو المجتمع حتى تناسب غالبية الأذواق، وعليه فإن فلسفتنا لجودة الحياة مبنية على النموذج التالي:

bg

جودة الحياة = جودة السعادة العائلية
جودة السعادة العائلية = جودة الجو العائلي
جودة الجو العائلي = جودة التواصل + جودة المناسبات + جودة الفعاليات

docx file PDF